قصيدةٌ فِي عِلمِ النساءْ
ماذا أقولُ والكلامُ عارٌ
إنْ قيلَ مِن بَشرٍ لملاكْ
وكَيفَ أقولُ والكلامُ نارٌ
وأنا أعلَمُ ..
إنْ استولتْ على جَسدِي
نارُ عِشقٍ سَيعتليني الهلاكْ
أدمَنتُ العِشقَ حِين قابَلتُكِ
يا امرأةً استنشَقتُ عَيشِي
مِن مَجدِ حُبِّكِ ..
ومِن سماءِ هواكْ
أتَيتِنِي والحُزنُ فِي قلبِي
رسائِلٌ .. ووسائلٌ
وقبائِلٌ فوقَ القبائِلِ
وجُزرٌ أكبَرُ مِن الجُزُرِ
وأجزاءٌ ما لَها أجزاءْ
أتيتِنِي
والعَرشُ الملكِيّ مُحَطَّمٌ
والعِشقُ الأبديّ مُغلَّفٌ
والقلبُ الأزليّ مُغلَقٌ
ومملكتِي قاحِلةٌ ..
كَقُحلِ الصيفِ ..
حِينَ يُضاجِعُ الصحراءْ
أتَيتِنِي وحالتِي تُبكِي الصخرَ
وتجعَلُ النساءَ مِن حَولِي
أكفاناً .. قبوراً .. أمواتاًُ
أشلاءً .. أجساداً .. جسوراً
هلاكاً .. عذاباً .. أنقاضاً
ونساءً لَيسَتْ كالنساءْ
أتَيتِنِي والشَوقُ لِي بَحرٌ
وحينَ يَكونُ الشَوقُ لِي
يَجتازُ البَحرُ كَونَهُ عميقْ
لا أعلَمَ إنْ كُنتُ سأعلَمُ
ولا عِلمَ لديّ أننِي أعلَمُ
لكننِي على عِلمٍ ..
أنِّني سأُحِبُّكِ أعماراً
وسألَقَّبُ غواصَ حُبٍّ غَريقْ
فما حاجَةُ الحزنِ
إنْ رُسِمَ في عَينيكِ الفَرَحُ
وما حاجَةُ الكآبةِ
إنْ رُسِمَ في عَينيكِ المَرَحُ
وما حاجَةُ القلقِ
إنْ رُسِمَتْ فِي عَينيكِ
خارطةُ الحياةِ ..
وبوصلةُ الطريقْ
ضَيَّعنِي الشِعرُ يا حَبيبتِي
وانهالَ على قَلمِي غضباً
كَبَّلنِي , قَيَّدنِي
وجَمَّعنِي مِن خلفِ الأشلاءِ
إنَّ كُلَّ محاولاتِي مع النساءِ
فاشلةً ..
وكُلَّ حروباتِي مع النساءِ
هزائم ..
وفِي كُلِّ حَفلةٍ ..
كُلُّ امرأةٍ كانتْ تَصُبُّ ..
لِيَ الأحزانَ بِكأسِ ماءِ
وكُلُّ امرأةٍ دَخَلَتْ القَلبَ
باعَتهُ .. قَتلتهُ .. دَمَّرتهُ
هاجَمتهُ .. أورَثَتهُ
جروحاً مِن الأعاصِيرِ
وهل هنالِكَ عزاءٌ
لضحايا أعاصيرِ الشتاءِ
حَبيبتِي المذهبّة
إنَّ النساءَ على قَلبِي وباءٌ
فهل لَكِ أنْ تُخرجِيني ..
مِن مُحيطاتِ الأحزانِ
أُرسمِي لِي لوحةً مِن الأفراحِ
ولوحةً مِن الحُبِّ والعِشقِ
ولوحةً مِن البرتقالِ والتفاحِ
ولوحةً مِن الياقوتِ والمرجانِ
أكتبِي لِي قصيدةً فوقَ الماءِ
وقصيدةً تَحتَ الماءِ ..
وقصيدةً بَين غيومِ السماءِ
وقصيدةً لحظةَ اشتعالِ سجائِرِي
ولحظةَ اشتعالِ النارِ ..
إنَّ القصيدَ يَروِيني ويُسعِدُنِي
يُحييني ويقتُلُنِي ..
والنارَ لحظة القصيدِ ..
تَشتعِلُ بِلا دُخانِ
أعلَمُ يا صَغيرتِي
أنّ تجارِبِي كَثيرةً وطويلةً
وعديدةً ومثيرةً وكثيفةً
فلولا لغةُ التجاربِ ..
لما تكلَّمَ الدليلْ
إستلقِي بَين ذراعيّ
ونامِي فِي أحضانِي
واجمعِي اللؤلؤ والزمردَ
واقرئِي جَميعَ قصائِدِي
وأنا أُحدِّثُكِ ..
فالحديثُ والكلامُ طَويلْ
عُدتُ مِن هزائِمِي مُنتصراً
رافِعاً رايَةِ الإستسلامِ متكبراً
فحروباتُ النساءِ مَجهولةٌ
وكُلُّ هَزيمةٍ مِن امرأةٍ غَيرِكِ
تُعَدُّ انتصاراً فَخماً وجليلْ
فقد عَلَّمتنِي التجارِبُ
أصنافَ النساءِ ..
وأشكالَ النساءِ ..
وأنواعَ النساءِ ..
وكَيفَ تكونينَ
أنتِ ..
مِن بَينِ النساءِ
عِبقاً ودواءً بِلا مثيلْ
وكَيفَ تَكونُ البِحارُ بِحاراً
وكَيفَ تُزهِرُ السماءُ أزهاراً
وكَيفَ تُجمَعُ بامرأةٍ واحِدةٍ
علوماً تَدرُسُ العلمَ آثاراً
وكَيفَ تُقتَلُ المعجزاتُ
أمامَ امرأةٍ واحِدةٍ ..
ويكونُ الحُبُّ لها
عليلاً دونَ العليلْ
عُدتُ يا جميلتِي
لأهديكِ سُلطتِي
وأتوِجَّكِ أميرةً
على مملكتِي ..
وقضاءً ومحكمتِي
وقانونِي ونظامِي
ودستورِي ..
والدكتاتوريةَ
فِي شِعرِي الجميلْ ..
عُدتُ وقد عُدتُ مقتولاً
مُدركاً أنَّ هنالِكَ حياةٌ
فِي عينيكِ ..
وعمرٌ بَين يديكِ
وجَنَّةٌ فِي نَهديكِ
وجِبالٌ على خَدَّيكِ
عُدتُ بهزائِمِي
مِن النِساءِ مَقتولاً ..
فما أجمَلَ الحياةَ بعد الموتِ
وما أجمَلَ عَودةَ القتيلْ